الأحد، 28 يونيو 2015

عامل البناء والمنزل الأخير

يحكى أن بناء ظل لأكثر من عشرين سنة يمارس مهنته كعامل بناء وعندما تقدم به السن قرر أن يترك هذا العمل الشاق ويتفرغ لأهله ليعيش ما تبقى من حياته يحقق ما كان يتمنى وما عطله عنه تعب العمل المتواصل والإرهاق وذهب لرئيسه في شركة العمل وطلب منه الإستقالة وفاتحه بالأمر فقال له رئيسه أقبل استقالتك لكن بشرط


فقال عامل البناء لرئيسه 
تفضل يا سيدي وما شرطك 
قال له أريد منك أن تنجز لي بناية في المكان الفلاني 
وستكون هذه البناية آخر بناية تنجزها 
ثم بإمكانك أن تستقيل 
فرح الرجل كثيراً بقبول رئيسه لاستقالته 
وبأنه حل الأمر بشكل ودي مع رئيسه 
وبدأ ينجز البناية الأخيرة له بعجلة شديدة 
دون إتقان أو مهارة حتى ينتهي منها ....
وعندما أتمها في وقت قصير 
ذهب للرئيس وأخبره بالأمر وطلب منه الاستقالة

فقال له رئيسه في العمل 
البناية الأخيرة التي بنيتها هدية من الشركة لك 
لقاء تعبك وجهدك معنا طوال هذه المدة 
أتمنى أن تسعدك هديتك 
عندها بدأ هذا العامل يتحسر لأنه أضاع فرصة ثمينة 
بعجلته وقلة اطمأنانه وإتقانه لعمله الأخير ...!
لقد كان من المفترض أن يكون عمله الأخير هو أدق أعماله وأجملها 
إذ أنها يبني البيت لنفسه 
ولكن عجلته حالت بينه وبين هذا البيت الجميل 
هذه القصة سقناها لكم وهي تجسد مفهوم العبادة 
نسعى في طلب الجنة فنسارع لله بالطاعات 
قدر استطاعتنا ولكن بعضنا لا يحقق الاطمئنان في العبادة 
فهو يشعر أن الصلاة حمل على كاهله يريد أن يرتاح منها 
رغم أن الصلاة هي الملاذ الذي يجب أن يرتاح الإنسان به 
هي اللقاء مع الله عز وجل 
وكلما حسنتها كلما ارتقيت في الدرجات وزادت منزلتك ورتبتك عند الله عز وجل 
ونضيف لذلك أن بعض البشر اعتادوا العبادة فيشعروا أنها أمراً روتينيا 
لا يجدوا فيها لذة ولا إتقان ولا يرتقون بروحهم أثناء تأديتها 
وعندها يفقدون لذة هذه العبادة 
وقد تختم لهم حياتهم وهم يأدون صلاتهم على هذا الحال فيكونوا كعامل البناء 
الذي ظل يبني قصوراً وعندما بنى قصره لم يجد البناء ...
نسأل الله لنا ولكم الفردوس الأعلى من الجنة

1 التعليقات: