الاثنين، 13 يوليو 2015

ماذا حدث للصغير عندما ذهب ليوزع كتيبات

يحكى أن إمام مسجد وابنه الصغير اعتادا على توزيع الكتب الدعوية والمطويات الإسلامية اسبوعياً بعد إنتهاء صلاة الجمعة وقد كانت أغلب الكتب التي يوزعونها تتحدث عن الجنة والنار والحساب والإسلام بمفهومه الشمولي ومرت الأيام على هذا الحال وفي أحد الأيام كان الجو شديد البرودة والمطر يهطل بغزارة وفور انتهاء صلاة الجمعة ذهب الابن لأبيه يطلب منه أن يبدؤوا بعملهم المعتاد


اعتذر الأب من ابنه وأخبره أن الجو لا يسمح بذلك اليوم 
لنؤجلها يا بني ليوم آخر 
ولكن الابن أصر على أن يوزع الكتب 
وقال لأبيه : يا أبي أنت أخبرتني أن هذه الكتب من شأنها أن تنقذ أناساً من النار وتدخلهم في رحمة الله
وأنها قد تنفع إنساناً ربما لو أخرنا نفعه فيها لمات على معصية أو كفر
كيف لي يا أبي أن أترك أناساً يفلتون من يدنا ويذهبون للنار 
ونحن دعاة ونحب أن يرحم الله جميع الناس بأن يعرف الناس قدر ربهم ويعظموه ولا يموتوا على الكفر
تأثر الأب شديد التأثر بكلام ابنه الذي يبلغ من العمر أحد عشر سنة
وأدرك أن الرسالة التي يحاول زرعها في ابنه بأن يكون داعية ويحب الخير للناس 
قد نجحت ولم يشأ أن يخذله 
فأعطاه بعض الكتب وطلب منه أن يعتني بنفسه وأن يوزعها 
أخذ الابن الكتب وخرج بشغف يريد أن يوزعها 
وفي أحد الأحياء كانت الحركة شبه معدومة بعد أن أتم الناس صلاتهم
وذهبوا للاختباء في بيوتهم هرباً من برودة الطقس والمطر 
فبدأ هذا الصغير يستوقف السيارات على قلتها ويعطي أصحابها بعض الكتب 
وبعد مرور بعض الوقت اشتد المطر وانعدمت الحركة 
وقد تبقى كتاباً مع هذا الابن لا يعرف لمن يعطيه ولا يريد أن يرجع للبيت فيه
فهو مدرك أن هذا الكتاب قد ينتفع به شخص ولا يمكن أن نؤجل نفعه

بعد أن يأس من أن يجد من يعطيه الكتاب 
قرر قرع أبواب البيوت ليعطيه لأهل بيت ويعود لبيته
دخل في أحد العمارات السكنية التي يسكن فيها الكثير من العوائل
ووقف على باب منزل وبدأ يطرق الباب ويرن الجرس 
ولكن أهل البيت لم يجيبوا 
لم يتوقف هذا الولد عن قرع الجرس فهو يريد أن يعطي الكتاب لأي شخص 
ويعود لبيته 
خرجت للابن سيدة عجوز اعتذر منها على الإزعاج 
وطلب منها أن تقبل هذا الكتاب كهدية منه وأن تقرأه وتمنى أن يعجبها الكتاب ويفيدها 
شكرت المرأة هذا الولد على لباقته وحسن خلقه ودخلت منزلها 
في الجمعة التي تليها وبعد أن أتم الحاضرين الصلاة 
قال الإمام " والد الطفل " : هل لدى أحدكم سؤالاً ؟
وكان من عادته أن يسأل هذا السؤال حتى يفتي الناس فيما يريدون معرفته
سمع من الصفوف الخلفية من أماكن تواجد النساء صوت امرأة عجوز تقول 
لا أحد في هذا المسجد يعرفني ، ولم أكن لأكون هنا 
أنا لم أكن مسلمة ، ولم أفكر في أن أسلم يوماً
ولكن ما حدث معي الجمعة الماضية غير حياتي 
لقد مات زوجي منذ اسبوعين 
ولم يعد لي من يساندني ويقف إلى جانبي 
وعندما شعرت بالضيق من حياتي رتبت كل التجهيزات للانتحار 
وإذا بي وقبل أن أقتل نفسي بقليل أسمع قرع الجرس 
حاولت تجاهل الطارق عله يذهب ويتركني وشأني 
لأني علمت أنه لا يوجد من يسأل عني أو يطمأن لصحتي 
ولكن الطارق أصر على قرع الباب فخرجت فإذا به طفل صغير يهديني كتاب
وعندما قرأت محتواه علمت ما هي السعادة الحقيقية 
السعادة التي أبحث عنها 
السعادة التي غابت عني وأردت بسبب غيابها أن انتحر 
لم أكن أعلم أنني كنت سأفقدها في مكان آخر 
لطالما بحثت عنها في الدنيا فلم أجدها كما في الجنة
أنا أريد أن أسلم ، أنا أريد أن أدخل الجنة
أنا أشكر ذلك الملاك الصغير الذي أهداني الكتاب 
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله
بكى الإمام وتعالت صوت الصيحات في المسجد
فقام الإمام عن المنبر واحتضن ابنه الصغير وهو يبكي ويشعر بالامتنان 
أن ابنه قد أدى الرسالة التي كان يريدها وأنقذ الله به هذه المرأة من النار

0 التعليقات

إرسال تعليق